أنا عبدالله بنيونس كاتب وأستاذ تعليم ثانوي بمكثر ونقابي أبلـّغ عن تعرضي اليوم 25/01/2011 إلى اعتداء بالعنف المادي واللفظي الشديد من قبل مجموعة من الأشخاص لا أعرفهم وليست لي بهم أية علاقة. وذلك أنه على إثر التحاقي بالمعهد الذي أعمل فيه ومباشرة عملي داخل قاعة الدرس مع 7 تلاميذ من قسم 4 آداب دخلت مجموعة كبيرة من التلاميذ وغير التلاميذ القادمين من خارج المؤسسة إلى الساحة وهم يتظاهرون ويطوفون على الأقسام لإخراج التلاميذ منها، مما أدى إلى انسحاب جميع التلاميذ وانضمامهم إلى المظاهرة التي انطلقت باتجاه شوارع المدينة. فلم يبق لي وزملائي غير الانسحاب بعد أن خلا المعهد تماما من التلاميذ. لكنني فوجئت في الشارع وفي حدود الساعة التاسعة والنصف بشخص أخذ يشتم الأساتذة والمربين بأبشع النعوت ما إن اقتربت منه. فأردت بصفتي كاتب ونقابي ومربّ أنشغل بما يمر به بلدي وشعبي من أزمة منذرة بالخطر، أن ألفت انتباهه إلى أن الاعتداء على المربين بذلك الشكل لن يزيد الأمور إلا تأزما وشقاقا وعنفا. فما إن نطقت بأولى كلماتي حتى انهال عليّ شتما وسبا وهم بضربي لولا تدخل بعض المارة والتلاميذ الذين حاولوا منعه من ذلك. ثم حضر 5 أشخاص آخرون بسرعة واعتدوا عليّ بالشتم وحاولوا ضربي. ورغم محاولة بعض المارة حمايتي فقد تمكن أحدهم من ضربي على وجهي.
ونظرا إلى أنني لا أعرف منهم أحدا وليست لديّ علاقة شخصية بأي منهم، ونظرا إلى أنه لم يصدر مني ما يمكن أن يدفعهم إلى ذلك العنف، ونظرا كذلك إلى سرعة تجمعهم حولي واتحادهم في الهجوم عليّ، فإنني أرجح أن يكون هذا الاعتداء منظما من قبل الميليشيات المعادية لثورة الشعب وللمربين والنقابيين، ولا أحد يفعل هذا غير من كانوا مستفيدين من الدكتاتورية وسيطرة الحزب الحاكم سابقا على كل البلاد، فهم يستعملون الميليشيات والبلطجة لخلق حالة من الانفلات والعنف والرعب والتهجّم على الشرفاء والمناضلين بغاية إفشال الثورة وتركيع الشعب ومناضليه للإبقاء على امتيازاتهم ومصالحهم.
لهؤلاء أقول إنني ماض في الدفاع عن ثورة شعبي وعن حقه في الحياة الكريمة بعيدا عن القمع والفساد والتهميش بكل الأساليب السلمية والمشروعة، وإن هذا العنف المنظم لن يزيدني وكل الشرفاء والأحرار إلا إصرارا على تنظيف البلاد من كل هذه المظاهر البدائية المتوحشة. وللذين اعتدوا عليّ، وقد عرفت هوياتهم من بعض المارة الذين حاولوا حمايتي، وللذين حرضوهم أقول: إنني وطيلة بقية اليوم ظللت أقنع أهلي وأصدقائي ومن يثقون في وطنيتي وصدقي، بعدم الأخذ بثأري منكم وردّ الإعتداء عليكم، لأنني أؤمن من موقعي أن العنف ليس أبدا حلا لمشاكل بلدنا، وأن هذه الأساليب المتخلفة في الاعتداء على الناس وممارسة الإرهاب تتنافى وقيم المجتمع المدني التي ثار أحرار تونس من أجلها. فمارسوا اعتداءاتكم ولن تجدوا منا غير السلوك المدني المتحضر والتعبير السلمي عن مواقفنا وأفكارنا، والتاريخ وحده الحكم بيننا وبينكم.
مكثر في 25/01/2011
عبد الله بن يونس
كاتب عام النقابة الاساسية
للتعليم الثانوي بمكثر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق