26‏/2‏/2012

تجمع ضخم ببطحاء محمد علي ومسيرة حاشدة بشارع بورقيبة انتصارا للاتحاد : 25 فيفري 2012

يا أحرار الاتحاد يا بنات وأبناء حشاد العظيم، يا أنصار الحريّـة والكرامة والديمقراطية

الأمين العام يلقي كلمة أمام جمع غفير من النقابيين ومكونات المجتمع المدني بحضور عديد من ممثلي الأحزاب والمنظمات والجمعيات.
“لقد استكثروا علينا شغفنا بالحرية، وحبنا للحياة الكريمة، وتشبثنا باستقلالية قرارنا، استكثروا علينا انحيازنا الى جانب الحق وتوقنا إلى الأفضل، فهبّوا متسللين في جنح الظلام كالخفافيش محملين بقماماتهم القذرة ليدنسوا بها، مع سابقيه الإضمار، مقراتنا في أكثر من جهة ومنها تحديدا هذه الساحة، ساحة محمد علي الشهيرة، التي كانت على مرّ السنين ملاذا لنشطاء الحرية والديمقراطية تطلق في فضائها الكلمة الحرة، وتنطلق من رحابها المسيرات والمظاهرات المعبّرة عن شتى الاستحقاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية ذات البعد الوطني أو العربي أو الاممي.
لقد جاؤا وهم يتوهمون أن ما أقدمو عليه قادر على تركيعنا، وارباك مسيرتنا، وإلهائنا عن استحقاقات شعبنا، وعن أهداف ثورته المجيدة. توهّموا بأن السطو على مكاتب الاتحاد واستباحة ضريح الزعيم حشاد رمز الكفاح الوطني والنقابي وحرق بعض الوثائق سوف ينال من نصاعة الذاكرة النقابية أو يقلّل من شذوة اتحادنا المتقدة.
بل هم يجهلون أن تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل مثخن بالمؤامرات اليائسة والبائسة التي حاولت أنظمة الحزب الحاكم مرارا وتكرارا إخضاعه والسيطرة على قراره وارتهان إرادته.
لقد نسوا…. بل يجهلون ان المحن التي ابتلي بها لم تزده إلا صلابة وإصرارا على الاستمرار  في الاصداع بكلمة الحق والدفاع على المستضعفين وعلى قيم الحرية والكرامة والمساواة.
لقد نسوا… بل إنهم يجهلون أن الاتحاد مثّل دوما اليد الممدودة إلى دعاة الحرية وقوة التوازن الرئيسية داخل المجتمع وصمّام الأمان ضدّ أصولية السوق وتنفّذ الفساد والتسلط السياسي والاستغلال الاجتماعي.
ولينظر أولئك الخفافيش اليوم نتيجة ما اقترفوه في حقّ منظمتنا العتيدة،: أكاليل من الأزهار والورود حملها عشاق الحرية من أنصار الاتحاد ومناضليه الأوفياء عربون تعاطف وإجلالا واعترافا بالدور الذي لعبه قبل وأثناء وبعد ثورة الكرامة والحرية والمساواة.
فشكرا وألف شكر وتحية إكبار وتقدير لمواقفكم النبيلة،
ولكلّ من ساندنا ووقف إلى جانبنا بالحضور أو المهاتفة أو المكاتبة
أنتم لا تنسون…. بل تدركون أن الاتحاد لعب دوما دور القاطرة في تاريخ تونس الحديثة وكان ولا يزال النصير الرئيسي لنشطاء الحرية والديمقراطية والحاضن لمختلف الأطياف السياسية والتعبيرات المدنية والفكرية دون تمييز.
أنتم لا تنسون… بل تعلمون أن جلّ المظاهرات والمسيرات التي أدت إلى إسقاط نظام الاستبداد انطلقت من أمام مقراته وجلّ إضرابات المساندة ومبادرات الدعم صدرت عن هياكله وقادها وصاغ شعاراتها نقابيون ونقابيات من مختلف الجهات والقطاعات.
فلنهبّ جميعا للذود عن اتحاد حشاد العظيم، قلعة النضال والبناء ونصير المحرومين والمستضعفين.
يا أحرار الاتحاد يا بنات وأبناء حشاد العظيم
يا أنصـار الحرية والكرامــة والديمقراطية،
إنهم يريدون إسكاتنا ليستفردوا بالقرار وبتقرير مصيرنا، أنهم يريدون إرهابنا ليسكن الخوف قلوبنا فيثنينا  عن الدفاع عن قضايانا واستحقاقاتنا لكننا أبدا لن نركع ولن نستسلم وسيبقى الاتحاد كالنسر فوق القمّة الشمّاء.
ليعلم الجميع إننا في الاتحاد العام التونسي للشغل نرفض أن نكون مع أي حزب كان، كما نرفض  أن نكون ضدّ أي حزب من الأحزاب… إنما نحن فقط مع كل من يشاطرنا القيم والمبادئ التي نؤمن بها ونعمل بمقتضاها وسرنا على دربها منذ محمد علي الحامي إلى اليوم وسنسير على هديها غدا.

وليعلم الجميع إننا لسنا طلاب سلطة وليست لنا رغبة في الحكم، إنما نحن معنيّون كمنظمة وطنية بكل ما له علاقة بحياتنا كأجراء وكمواطنين وبكل ما يرتبط باستحقاقات شعبنا حاضرا ومستقبلا.
إنّ الكراسي والمناصب لا تعنينا ولا تستهوينا، لكننا لن نتخلى عن دورنا الوطني والاجتماعي ولن نحيد عن مبادئنا مهما كانت الضغوطات والاغراءات فقراراتنا واستقلاليتنا ليست للبيع ولا للمساومة ولا للابتزاز أحبّ ذلك من أحبّ وكره من كره.
فمن غير الطبيعي أن يكون الاتحاد غائبا عن تصوّر الاستحقاقات الكبرى لمستقبل المجتمع التونسي  ومن غير المقبول أن يتخلى على استقلالية قراره وهذا تحديدا ما نسعى إليه من خلال مشروع الدستور الذي أعددناه ونروّج له حاليا، وهذا تحديدا ما ننشده من جميع القوى الحاكمة أو المعارضة شراكة تقوم  على الاحترام المتبادل والحوار البناء.
وليذكر الجميع أيضا انه في الوقت الذي كنا نناضل فيه ونستميت ونقدم الشهداء ويزجّ بمناضلينا وبمناضلاتنا في السجون والمعتقلات، كان هناك من يسعى إلى تملّق السلطة المستبدة ومن يمعن في تكفير العمل النقابي وفي نعته بضرب من ضروب الفتنة …فلتصمت كل الأصوات المتغوّلة بانتصارات غيرها والتي تحاول اليوم مصادرة تطلعات شبابنا إلى الحرية والحياة الكريمة.

لذلك نقول ان المساعي المحمومة للترويج مثلا لفكرة تفضيل الزيادات على حلّ مشكل البطالة هي من قبيل ابتزاز المشاعر لتأليب الرأي العام. فلا مجال للمزايدة على الاتحاد بشان الحق في الشغل فهو الذي رفع  وفي هذا المكان تحديدا شعـــار “التشغيل استحقاق يا عصابة السراق”
وهو الذي ما انفك يدعو إلى الالتزام بالحق في العمل اللائق وبالحق في الحماية الاجتماعية وبالحق في التنمية بالنسبة لكل الجهات كاستحقاقات ثابتة تكرسها المعاهدات والمواثيق الدولية.
يا أحرار الاتحاد يا بنات وأبناء حشاد العظيم
يا أنصــار الحرية والكرامة والديمقراطيـة
هل سمعتم “بخلايا الإنصات“؟…للنظر في المشاكل الاجتماعية والمهنية للأعوان” والتي أحدثت بمقتضى المنشور عدد 7 الصادر عن رئيس الحكومة، انها حقا من المضحكات المبكيات… لكنها بالنسبة لنا معشر النقابيين سابقة خطيرة لا بد من التصدي لها بكل الإشكال فهي إخراج جديد للشعب المهنية، سيئة الذكر، التي استحدثها محمد الصياح فيما مضى، لضرب العمل النقابي داخل المؤسسة والتي استئصلتها ثورة 14 جانفي المجيدة بعد حلّ التجمع الدستوري الديمقراطي. فلنقاوم وجودها باعتبارها شكلا من أشكال التجييش وضربا من ضروب الالتفاف على الحق النقابي داخل أماكن العمل.
لقد سبق للاتحاد العام التونسي للشغل ان احتكم للقانون الدولي وتظلم كمركزية نقابية على اثر أزمة 1985 لدى منظمة العمل الدولية ثم كجامعة وطنية للتعليم العالي والبحث العلمي سنة 2008 لدى نفس المنظمة ولن يتوانى عن الاحتكام مرة أخرى لهذه المنظمة إذا لم يتم وضع حدّ لهذا الانتهاك الصارخ للحقوق النقابية بسحب هذا المنشور. ولن نقبل أي اتهام بالاستقواء بالأجنبي خاصة من طرف من يهرولون وراء الدعاة المتوافدين على بلادنا للترويج لأفكار معادية للقيم التي نشانا وتربينا عليها أو من المصطفّين وراء مبادرات دولية لا غاية لها إلا استهداف مقدراتنا من الطاقة ومن الثروات التي تزخر بها منطقتنا المغاربية والعربية.
وبالمناسبة وحول ما يجري على الساحة السورية تحديدا، فان الاتحاد وإذ يذكّر بإدانته للمجازر التي تقترف في حق الشعب السوري الشقيق سواء من السلطة أو من بعض المجموعات المسلّحة، فانه يرفض رفضا مطلقا انعقاد“مؤتمر أصدقاء سوريا” بتونس … أنها مؤامرة امبريالية صهيونية تسيء إلى ثورتنا والى شهدائنا الأبرار والى شعبنا الأبي… إنها مبادرة تجعل من بلادنا بوابة للتدخل الأجنبي وللإعداد للالتفاف على الثورات العربية المنتفضة ضدّ الدكتاتورية والاستبداد والاستعمار. فمن حقنا التصدي لها وفضح مزاعمها ومراميها، ولن نتردد في ذلك أبدا.
عاش الاتحاد العام التونسي للشغـل
حـــرا ديمقراطيـــا مستقـــلا ومنــــــاضلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق