بعد الإضراب العام الذي شهدته ولاية سليانة، وما عرفته المدينة من احتجاجات وحالة احتقان ومواجهات واحداث دامية بين المواطنين وقوات الأمن على خلفية المطالبة بإقالة والي الجهة والتنمية والتشغيل واطلاق الموقوفين في القضية عدد 206،
تم أمس تعليق الاضراب العام الذي دام أسبوعا اتسم بالاعتداءات ضد المواطنين واستعمال الغازات المسيلة للدموع وسلاح الشوزن الذي تسبب في العديد من الإصابات بين صفوف المواطنين.
هذا وقد استأنفت المدينة نشاطها التجاري والإقتصادي، وبدأت عجلة الحياة اليومية في الدوران بخطوات متثاقلة، بعد أن انقطعت طيلة الأيام الفارطة، كما قام المواطنون بحملة نظافة واسعة في كافة الأحياء والأنهج، لرفع الفضلات وتنظيف الطرقات من الحجارة وإزالة آثار المواجهات الأخيرة، ورغم برودة الطقس إلا أن الأهالي هبوا رجالا ونساء صغارا وكبارا وأعوان البلدية من أجل إرجاع الأمور إلى نصابها.
قبول ورفض
وبعد سماع الأنباء حول تولي المعتمد الأول لمهام الوالي، تراواحت آراء المواطنين، حيث رحب البعض بهذه القرارات واعتبروها خطوة إيجابية على طريق تحقيق بقية الأهداف المنشودة والمشروعة، في حين ذهب البعض الآخر إلى إعتبار القرار مجرد ذر للرماد على العيون، متسائلين عن حقيقة إقالة الوالي من عدمها، خاصة وأن الحكومة لم تعلن عن ذلك بصفة رسمية، وهذه الخطوة ليست سوى مناورة، ولا تلبي مطالب أبناء الجهة.
وعلى اثر الاعتداءات التى تعرض لها ابناء معتمدية برقو يوم السبت من قبل التعزيزات الامنية القادمة من العاصمة في اتجاه سليانة، التحق وفد من مدينة برقو بمقر الاتحاد الجهوي للشغل للتعبير عن رفضهم واستنكارهم للقمع الوحشي الذي تعرضوا له والذي خلف اصابات وروع الاهالي.
هذا وقد شهدت أمس مدينة سليانة زيارة بعض الوفود من المجتمع المدني على غرار شبكة دستورنا وبعض المحامين والاطباء اضافة الى وفد من سيدي بوزيد جاؤوا للوقوف الى جانب ابناء سليانة ومساندتهم من اجل حقوقهم المشروعة وفي هذا السياق قال الناشط النقابي عبد السلام الحيدوري في تصريح لـ"الصباح الأسبوعي" ان قافلة سيدي بوزيد تضم كل الاطياف وجاءت لمساندة الحراك الاجتماعي في سليانة ودعمها في الدفاع عن مطالبها المشروعة وعلى الحكومة ان تصغي الى الشعب وتبتعد عن تجريم النضال الاجتماعي وعدم الالتفاف على حقوق المواطن في التشغيل والتنمية.
وقال نجيب السبتي كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة ان الاتفاق بين الاطراف النقابية والحكومية جاء نتيجة حرص الطرفين على التهدئة وازالة كل مظاهر التوتر والاحتقان وسيتم تفعيل الحوار في هذا الاطار لحل القضايا العالقة المتعلقة بالتنمية والتشغيل فضلا عن دعوة السلطة القضائية للاسراع في البت في قضية 206 وايلاء عناية طبية للجرحى من ابناء سليانة بعد الاصابات التى تعرضوا لها نتيجة المعالجة الامنية المفرطة من قبل قوات الامن في قمع الاحتجاجات.
كما أشار الى انه تم أمس عقد جلسة قطاعية باشراف انور بن قدور الامين العام المساعد للاتحاد التونسي للشغل تم التأكيد فيها على المطالب المشروعة للجهة مع ادانة للقمع والاستهداف الممنهج من طرف قوات الامن لأهالي الجهة:كما تم الاعلان عن تعليق الاضراب العام المفتوح لمدة 15 يوما والعودة الى النشاط علاوة عن تشكيل لجنة جهوية لتبنى قضايا جرحى الانتفاضة الشعبية بسليانة ومقاضاة المعتدين مع الابقاء على الاستعداد التام للدخول في تحركات نضالية فورية تحددها الهياكل النقابية وذلك في حالة الاعتداء أو ايقاف أي من أبناء الجهة على خلفية التحرك النضالي المشروع أو التلكؤ في تنفيذ بنود الاتفاق المبرم مع الحكومة.
كما تقرر إتخاذ إجراءات إستثنائية بخصوص إجراء الإمتحانات في كامل المعاهد الثانوية والمدارس الإبتدائية نظرا لتوقف الدروس الأسبوع الفارط على خلفية الأحداث التي شهدتها الولاية.
ومن المقرر أن تكون روزنامة إجراء الإمتحانات على النحو التالي:
- الأسبوع قبل المغلق بداية من الإثنين 3 ديسمبر الجاري الى غاية السبت 8 من الشهر نفسه.
- الأسبوع المغلق بداية من الإثنين...
10 ديسمبر الجاري الى غاية السبت 15 من نفس الشهر.
وبالتالي سيتم إرجاء أسبوع إصلاح الإمتحانات الى ما بعد عطلة الشتاء.
تغطية نزار الدريدي ووجيه الوافي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق