لا لتهميش ابناء سليانة والا سنمنع عنكم قمحنا وماءنا وهواءنا وغاباتنا وصيدنا ، كما تحاول قفصة منع فسفاطها والقصرين حلفائها والجريد دقلته والوطن القبلي قوارصه ، وكما منعت صفاقس زيتها و ولايات الساحل سياحته
ا وسواحلها وسوّاحها .
لسنا جهويين ولكننا اكثر التونسيين جهوية ان مورست ضدنا الجهوية ، ولسنا قبليين ولا عروشيين ولكننا اكثر عروشية واشد قبيلية ان مورست علينا هكذا مفاهيم ، فرجال اولاد عيّار واولاد عون والبراقا واولاد يحي ودريد والهمامة وغيرهم في سليانة لا يقلون قدرا عن بقية عروش البلاد ، ولكننا تونسيون ومتشبثون بالوحدة الوطنية فلا ترغمونا على الفوضى ، فلنا في كل شبر من هاذي البلاد ابناء ولنا في كل منطقة منها رجال . فنحن من قاوم الفرنسيس مع علي بن عمار العياري بين سوق الجمعة وواد الزرقة ونحن من اجهز عليه في معركة 13 نوفمبر 1954 بجبل الشموخ جبل برقو . وكما كانت سليانة في اغلبها باشية ضد السلطة الحسينية في القرن 18 ، ومثلما كانت في جلها يوسفية ضد السلطة البورقيبية في اواسط القرن الـ 20 ، .ومثلما كانت اول الجهات المنتفضة ضد دكتاتورية المخلوع منذ 1990 . ستستمر سليانة مناهضة لكل سلطة تهمشها وتحتقر ابناءها كما تفعل حكومة الترويكا اليوم ، فبعد المظالم المزمنة التي تتعرض لها هذه الجهة المناضلة ، الجريحة مع كل عصر وكل حكومة ارى كل منتم اليها يردد قول درويش : " أنا لا أكره النّاس و لا أسطو على أحد ولكن إن جعت آ كل لحم مغتصبي ، حذاري من جوعي ومن غضبي ".
عاشت تونس لكل ابنائها.
عاشت تونس لكل ابنائها ، وعاشت سليانة ضد العسف والظلم والتفاوت الجهوي ، وعاش اتحاد الشغل ملجؤها الوحيد .
نجيب البرقاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق