25‏/11‏/2012

سليانة : من التهميش المزمن الى محاولات حكومة النهضة وحزبها فرض واقع التهميش على ابنائها


اصرار حكومة النهضة وحزبها على تهميش الجهة :
 ما يلاحظ  من خلال الاحداث والتحركات الاخيرة التي شهدتها  سليانة ، ان المشكلة قد تجاوزت تعطيل التنمية ، وتعدّت التهميش المزمن للجهة بتفشي بطالتها واهتراء بنيتها الاساسية وتردي بناءات وتجهيزات مؤسساتها التربوية والصحية ، الى  محاولة الوالي  ومكاتب النهضة بالجهة اقناع  ابنائها بان التهميش والفقر والبطالة قدر وحتمية عليهم قبولها ، عبر بيانات وملصقات تدين التحركات الشعبية الاخيرة وتحذر من مواصلتها وتعتبرها لا شرعية ولا قانونية ووصل الامر بالبعض الى اعتبار المضربين والمحتجين من اجل مطالب عادلة ، مختلين عقليا وبان اضراباتهم  محرّمة شرعا وتعد من الكبائر وجب طلب التوبة عن تلك التي خاضوها سابقا في عهد المخلوع وعدم تكرارها اليوم في عهد النهضة ، واصبحت خطب الجمعة موجهة ضد تحركات ابناء الجهة ودعوة الى الوقوف الى جانب الوالي في  توظيف صارخ لدور العبادة التي وجب النأي بها عن التسييس والخوض في مثل هكذا قضايا ، ولم يكتف الوالي وحركته وحكومته بذلك بل نراه يسعى الى فرض ذلك بالحيلة والمكر والدهاء بمحاولاته بث الفتنة بين ابناء الجهة  لتشتيتهم  والتحريض على العنف بينهم ، وتصدير مشاكل الجهة الى الادارات الجهوية المختلفة وتحميلها مسؤولية تعطل التنمية وتهميش الجهة لنقل غضب المواطنين اليها رغم علمه بضعف امكانياتها ولا تعدو ان تكون سوى اداة تنفيذ لما تقرره الحكومة للجهة عبره ، كل ذلك  لينجو بنفسه ثم يسود ليفرض ارادته وارادة حكومته وحزبه على الجهة ، ووصل الامر في النهاية الى استعمال القوة في فرض الرضى بالتهميش على الجهة وابنائها بالقوة  عبر استعمال العنف من ازلامه على الهياكل النقابية داخل الولاية ومن ميليشياته على ابناء الجهة  خارجها ، والاستقواء  بقوات الداخلية المدججة بالعصي والغاز لاسكات صوتهم  وتكميم افواههم  وربما لكتم انفاسهم  بشكل كامل .
والي سليانة جزء من المشكل :

لم تعد المشكلة في سليانة متمثلة فقط في الانتماء السياسي  للوالي والتوجه العام لحكومة النهضة المتمسكة بنموذج تنموي يكرس التفاوت الاجتماعي والجهوي وبمنهج قوامه اقناع التونسيين وابناء سليانة كجزء منهم بما تفرضه  الراسمالية العالمية من خيارات  لا تخدم الا مصالحها ولا تزيد ابناء شعبنا  المفقر الا غبنا  وتهميشا ، بما يتناقض مع مطالب الثورة وتوجه الاتحاد العام التونسي للشغل الساعي الى الانطلاق من هموم  هذا الشعب والتفاوض من اجل اقناع القوى الغربية بمطالبه واوضاعه المتازمة على كل الاصعدة ، لقد تجاوزت الامورالتناقض المنهجي في التنمية بين الاتحاد والحكومة وازدادت المشاكل في سليانة تعقيدا بسبب الوالي ، فزيادة على انتمائه السياسي المناهض لمصالح ابناء الجهة ، فان التركيبة الشخصية للسيد أحمد الزين المحجوبي متصلبة ومتعالية عن عامة ابناء الشعب خالية من مقومات المرونة  والتواصل السليم مع ابناء الجهة ومع ممثليهم من مكونات المجتمع المدني وفي مقدمتها الاتحاد الجهوي للشغل كشريك اجتماعي اساسي ، كما ان اختيار مدير مكتبه لم يتم على اساس الكفاءة والاطلاع الجيد على مختلف المصالح الادارية للولاية والقدرة على التواصل مع الموظفين والمواطنين ، بل اختاره على اساس الولاء السياسي  والتعصب الحزبي وهو ما ساهم في مزيد عزله عن محيطه الوظيفي والاجتماعي ، اذ اصبح في ذهن ابناء الجهة واليا للنهضة وليس واليا لكل ابناء الجهة باختلاف انتماءاتهم الفكرية وتوجهاتهم السياسية 
وامام اصرار الوالي على طريقته في التعامل ومحاولاته فرض واقع الهميش على ابنائها ، فقد اصبح عنصر تعطيل لمسار التنمية  وسبب توتر لن تهدأ الجهة ولن تستقر اوضاعها الا برحيله .


عينة من بيانات وملصقات حركة النهضة بسليانة المزيفة للحقائق والمحرضة على الزملاء والنقابيين والساعية الى تسييس التحركات الشعبية وبث الفتنة بين ابناء الجهة والتجييش ضد الاتحاد العام التونسي للشغل ، لارغام اهالي الجهة عن السكوت على ما يعانونه   في محاولة لفرض واقع التهميش عليهم ، سنمدكم بعينات اخرى  حال توفرها .
بيان يزيّف الحقائق ويحرض على الزملاء والنقابيين
ويسعى الى تسييس التحركات الاجتماعية لابناء الجهة
ملصقة علقت باحدى قاعات الاساتذة ببرقو تعتبر الاضرابات من الموبقات والكبائر وجبت مقاطعتها وتدعو الى الاتصال باهل الذكر للتوبة عن تلك التي  خيضت سابقا هكذا تحارب حركة النهضة النضال الاجتماعي لابناء شعبنا المفقر وابناء الجهة المهمشين ، وبمثل هذا الكلام اثث ايمتها في سليانة خطب الجمعة الاسبوع المنقضي .
بيان من المكتب المحلّي لحركة النّهضة ببرقو كلّه تناقض ، اذ يشرّع للاضراب في نقطته الخامسة ويحرض التلاميذ والاولياء على الاساتذة بالجهة في النقطة السادسة ، ويقف في النقطة الثامنة الى جانب مطالب الجهة ، اما  في النقطة السابعة فيدعو الى تشويه المواطنين بعضهم بعضا باسم محاسبة الفاسدين والمفسدين ، وهو ما يدل ان  وقوف اصحاب البيان ضد الفساد لم يكن مبدئيا وانما  هو توظيف مفضوح لمسالة الفساد غايته التشويه وتكميم افواه ابناء الجهة المطالبين بحقهم المشروع في تنمية عادلة تخرجهم من دائرة التهميش المزمن 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق